سورة الكهف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حُوْتَهُما} أراد: نسي أحدهما، وهو يوشع ابن نون {فاتخذ سبيله} اتَّخذ الحوت سبيله {في البحر سرباً} ذهاباً، والمعنى: سرب سرباً، والآية على التّقديم والتَّأخير؛ لأنَّ ذهاب الحوت كان قد تقدَّم على النِّسيان.
{فلما جاوزا} ذلك المكان الذي ذهب الحوت عنه {قال لفتاه ءاتنا غداءنا} ما نأكله بالغداة {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} عناءً وتعباً، ولم يجد النَّصب في جميع سفره حتى جاوز الموضع الذي يريده، فقال الفتى: {أرأيت إذْ أوينا إلى الصخرة} يعني: حيث نزلا {فإني نسيت الحوت} نسيت قصَّة الحوت أن أُحدِّثكها، ثمَّ اعتذر بإنساء الشَّيطان إيَّاه؛ لأنَّه لو ذكر ذلك لموسى عليه السَّلام ما جاوز ذلك الموضع، وما ناله النَّصب، ثمَّ ذكر قصَّته فقال: {واتخذ سبيله في البحر عجباً} أَي: أعجب عجباً، أخبر عن تعجُّبه من ذلك، فقال موسى عليه السَّلام: {ذلك ما كنا نبغي} نطلب ونريد من العلامة {فارتدا على آثارهما} رجعا من حيث جاءا {قصصاً} يقصَّان آثارهما حتى انتهيا إلى الصَّخرة التي فعل الحوت عندها ما فعل.
{فوجدا عبداً من عبادنا} يعني: الخضر عليه السَّلام {آتيناه رحمة من عندنا} نبوَّة {وعلمناه من لدنا علماً} أعطيناه علماً من علم الغيب. وقوله: {رشداً} أَيْ: علماً ذا رشدٍ، والتَّقدير: على أن تعلِّمني علماً ذا رشدٍ ممَّا عُلِّمته.


{قال إنك لن تستطيع معي صبراً} لن تصبر على صنيعي؛ لأنِّي عُلِّمت غيب ربِّي، ثمَّ أعلمه العلَّة في ترك الصَّبر، فقال: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً} أَيْ: على ما لم تعلمه من أمرٍ ظاهره منكرٌ.
{قال} له موسى: {ستجدني إن شاء الله صابراً} لا أسألك عن شيءٍ حتى تكون أنت تحدِّثني به {ولا أعصي لك أمراً} ولا أخالفك في شيء.
{قال} له الخضر عليه السَّلام: {فإن اتبعتني} صحبتني {فلا تسألني عن شيء} ممَّا أفعله {حتى أحدث لك منه ذكراً} حتى أكون أنا الذي أُفسِّره لك.
{فانطلقا} ذهبا يمشيان {حتى إذا ركبا} البحر {في السفينة خرقها} شقَّها الخضر وقلع لوحين ممَّا يلي الماء، ف {قال} موسى منكراً عليه: {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً} أَيْ: عظيماً منكراً،
ف {قال} الخضر: {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً} ! فقال موسى: {لا تؤاخذني بما نسيت} أَيْ: تركت من وصيتك {ولا ترهقني من أمري عسراً} لا تضيِّيق عليَّ الأمر في صحبتي إيَّاك.
{فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله} أَيْ: ضربه فقضى عليه، وقوله: {نفساً زاكية} أَيْ: طاهرةً لم تبلغ حدَّ التَّكليف {بغير نفس} بغير قودٍ.


{إن سألتك} سؤال توبيخٍ وإنكارٍ {عن شيء بعدها} بعد النَّفس المقتولة {فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً} أعذرت فيما بيني وبينك حيث أخبرتني أنِّي لا أستطيع معك صبراً.
{فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية} وهي أنطاكية {استطعما أهلها} سألاهم الطَّعام {فأبوا أن يضيفوهما} فلم يطعموهما {فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقص} قَرُبَ أَن يسقط لميلانه {قأقامه} فسوَّاه، فقال موسى: {لو شئت لاتخذت} على إقامته {أجراً} جُعلاً حيث أبوا أن يطعمونا.
{قال} الخضر: {هذا} وقت {فراق بيني وبينك} إنِّي لا أصحبك بعد هذا، وأخبرك بتفسير ما لم تصبر عليه وأنكرته عليَّ.
{أمَّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها} أجعلها ذات عيب {وكان وراءهم} أمامهم {ملك يأخذ كلَّ سفينة} صالحةٍ {غصباً}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7